قصتي مع روبن شارما

بيقولوا الحياة هي أفضل معلم للإنسان ، وبعض المواقف بتحفر في الإنسان دروس ما ينساها. وخلال هالقصة رح أحكي لكم عن أحد اقوى الدروس اللي علمتني إياها الحياة.

 القصة صارت معي في الـ2007 قابلت صديق لي اسمه "مبدى" خلال إحدى سفراتي وخلال حديثي معه سألني سمعت بدك تشتري سيارة جديدة قلت له صحيح، فقال لي بس ما تصيري مثل "الراهب الذي باع سيارته الفيراري" وتلغي الفكرة ، استغربت وسألته مين الراهب الذي باع سيارته الفيراري؟ قال لي هذا كتاب مشهور والجميع يمدح فيه وبحكي عنه لكنني لم اقرأ له شخصيا. لم يكن الموضوع بالنسبة لي أكثر من مجرد حديث عابر مع صديق، بعدها ركبت في الطيارة ولما وصلت وجهتي وجدت في المطار محل لبيع الكتب وكان هذا الكتاب من الكتب المعروضة، وأنا كإنسان يؤمن بوجود علامات ترسل للإنسان قلت لازم اشتريه واقرأه.

قرأت الكتاب وأحببته كثيرا بشكل دفعني لأنهيه بسرعة وقررت أن أقرأ عن كاتب هذا الكتاب العظيم واعرفه أكثر، وجدت انه كاتب مشهور اسمه "روبن شارما"، وضعت صورة هذا الكاتب كخلفية لجهازي المحمول، وكل ما يسألني عنه حدا أقول هذا مدربي الشخصي للحياة، ولم أكن اعلم وقتها إذا كان يدرب أم لا.

بعدها بفترة سافرت إلى الهند إلى مدينة تدعى "كلتكا" وكُسرت قدمي في هذه الرحلة، وكان يجب علي العودة إلى الأردن لإعادة تجبيرها. وقبل سفري بيوم رأى أحدهم صورة روبن شارما على جهازي المحمول وسألني كالجميع مين هاد؟  

أخبرته هذا روبن شارما مدربي الشخصي للحياة, سألني يعني بتدربي معه؟ قلت له لسة بس أول ما أقابله رح اطلب منه يكون مدربي الشخصي، بدأ بالضحك قال لي روبن شارما سيعطي بعد أسبوعين في كلكاتا دورة.

 شعرت بالحماس لكن كان لازم ارجع الأردن لأعيد تصحيح جبيرة قدمي، ومع هيك تحديت الظروف والوقت ورجعت للأردن وجبرت قدمي وحجزت في الدورة وعدت لكلكاتا لأجل مقابلته.

قبل موعد الدورة بيوم وجدته كاتب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي انه يريد الذهاب إلى بيت الأم تيريزا بعد ثلاث ساعات، شعرت بالحماس الشديد كتبت ورقة عرفت عن نفسي وقدر إعجابي به وكم أتمنى أتكلم معه ليكون مدربي الشخصي وإذا ممكن أرافقه في زيارته لبيت الأم تيريزا وطلبت من موظف الاستقبال تسليم الرسالة له شخصيا

رجعت لغرفتي ولم أستطيع الخروج منها خوفا من انه يرن علي، بقيت انتظر ساعة، اثنتين، ثلاث، راح موعد الإفطار وأنا بنتظر يرن وما رن، نزلت من الغرفة وأنا كلي غضب، غضب شديد، كيف ما يحكي معي، كيف يعني مين مفكر حاله، كيف يشوف حاله، كيف بتصرف هيك مع الناس ، وبدأت نفسي و"الأنا الداخلية" تزيد من غضبي وتعظم فيه.

ورجعت إلى غرفتي ولسه الغضب مسيطر على وغروري والأنا الي فيي بتهول لي الموضوع انه كيف ما يرد؟ كيف ما يرن علي؟ هالقد شايف حاله؟ وأفكار وأفكار وغضب وتهويل شديد من الأنا الداخلية .

فجأة سكتت ووعيت على انه الأنا الداخلية وغروري اللي بحركوني مو عقلي! واني لو ما سكته رح يخرب علي كل شيء اجيت على شانه

قمت فتحت الباب وعملت نفسي بطرد شخص من الغرفة، واللي هم غروري والانا الداخلية، حرفيا فتحت الباب وطردتهم وسكرت الباب ورجعت أفكر بعقلانية, وتركت غروري والانا الداخلية كليا بعيدين عني خارج الغرفة.

و بدأت أفكر بعقلانية ورواق, وصارت تظهر الخيارات المنطقية قدام عيوني مثلاً ممكن الرسالة ما وصلته، ممكن بحاجة لمساحة لنفسه قبل الدورة، ممكن ما قدر يرد، حتى لو ما عنده سبب مقنع ليه اقلب كل شي وأخليه يدور حولي أنا كإيمان

ثاني يوم حضرت محاضرته وبس خلص لحقته ورجلي مجبرة وعرفت عن نفسي وإعجابي وكيف تحديت الوقت وكسر رجلي لأقابله واني أتمنى يكون مدربي الشخصي، قالي إيمان أنتِ أرسلتِ لي رسالة البارحة بس ما كتبتي رقم غرفتك حتى أقدر أتواصل معك.

!هون كانت الصدمة المضحكة

اكتشفت انه غروري خلاني أغضب وأعصب ولآخر لحظة اترك كل شيء أجيت لأجله وبالآخر أنا اللي كنت غلطانة

أخبرته بقصتي وتغدينا سوى واتفقنا على انه يكون مدربي الشخصي, ولما سألني متى نبدأ قلت له بكرة قال لي بكرة أنا مسافر على دبي , قلت له وأنا كمان لذلك بنحجز مقعدين بجانب بعض ونبدأ اول حصة وما نضيع فرصة البدء.

هذه الرحلة علمتني دروس كتير مهمة وما بنساها:

أول الدروس كيف انه ببعض الأحيان غرور الإنسانبخلي يحكم على الأشخاص بشكل ظالم، رغم انه ممكن يكون الخطأ منه هو مثل ما صار معي لهيك الإنسان لازم أبداً ما يحكم على الأشخاص الآخرين ودائما يعطيهم أعذار وينتظر الأمور حتى تتفسر وما يتسرع بردة الفعل ولا يخلي غروره أبدا يتحكم فيه ودائما يكون اعقل من غروره ويطرده خارج المكان اللي هو فيه.

الدرس الثاني كيف الإنسان لازم يستغل الفرص ويتحدى الظروف وما يعطي أعذار لنفسه بانه يأجل الحصول على الشيء اللي بيرغب فيه بشدة لأنه في بعض الظروف صعب تتكرر.

الدرس الثالث وكيف أنه الإنسان ما لازم يأجل اذا كانت الفرصة بين يديه، ويستغل الموقف لصالحه، فأنا لو ما طلبت من روبن شارما ابدأ تدريب مباشرة، متأكدة كانت ضاعت الأمور بين ترتيب لقاء جديد وجدول مواعيدي وجدول مواعيده وإلى الآن كنا لسة بنحاول نلتقي من جديد.